مجلس الشورى اليمني

الله هو من يصنع المتغيرات بقلم القاضي/ علي يحيى عبدالمغني امين عام مجلس الشورى

الله هو من يصنع المتغيرات
بقلم القاضي/ علي يحيى عبدالمغني
امين عام مجلس الشورى

لم يصاب الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه بالاحباط من الوضع الذي وصلت اليه الامة العربية والإسلامية بعد احتلال امريكا للعراق وافغانستان فلم يعد هناك من يقول لامريكا لا، لا حكام ولا أنظمة ولا جماعات ولا أحزاب ولا علماء ولا مفكرين وأصبح الجميع خاضعا للارادة الامريكية، حتى المشاريع والشعارات التي تبنتها بعض الجماعات والتيارات الإسلاميةوالقومية سقطت ولم يعد لها وجود، لم يرهب ذلك الوضع الشهيد القائد بل دفعه أكثر للتحرك، فشخص الأخطأ والمخالفات التي وقعت فيها الأمة منذ وفاة رسول الله صلوات الله عليه وعلى اله حتى بداية القرن الحالي، وسمى الاشياء بمسمياتها ولم يخش في الله لومة لائم، لقد كان هم الشهيد القائد هو النهوض بالامة كل الامة وانقاذها مما هي فيه من الضعف والهوان لذلك لم يتبن أيا من المشاريع القومية او الطائفية او المناطقية فجميعها فشلت في مواجهة المشاريع الغربية التي تستهدف الامة، ووجد ان المشروع الوحيد الذي تحتاج اليه الامة فعلا للخروج مما هي فيه هو المشروع القراني، واخذ يشخص الأحداث والوقائع وفق قاعدة عين على الأحداث وعين على القران، وارشد الامة الى عدوها الحقيقي وبين لها خبثه ومكره وخداعه كما جاء في القران الكريم، فكانت البوصلة لهذا المشروع في الاتجاه الصحيح منذ اليوم الاول لانطلاقته، وكان مشروعه متكاملا من كافة الجوانب، فبعد ان بين للأمة خطر اليهود دعاها لإعداد العدة حتى تكون بمستوى المواجهة ثقافيا وعسكريا وصناعيا وزراعيا وغيرها، ولذلك أدرك اليهود بقيادة امريكا خطر المشروع القراني على وجودهم في المنطقة العربية وعلى استمرار هيمنتهم على الامة الاسلامية فعملوا على استهداف هذا المشروع بشتى الوسائل إعلاميا وثقافيا واقتصاديا وعسكريا، لم يرهب ذلك الشهيد القائد بل زاده يقينا وثباتا واستعدادا أكثر للتضحية في سبيل الله رغم قلة العدد والعتاد وكان يردد مقولته الشهيرة يكفي أن نعبد الطريق لمن بعدنا، بل كان على ثقة بإن الله هو من يصنع المتغيرات وقد أحاط به العدو وبمن حوله من كل جانب، وهذا هو ماحدث ويحدث فعلا، لم يتصور النظام السابق وشركاؤه في السلطة أن هذا المشروع الذي وجهوا كل وسائلهم وامكانياتهم المادية والبشرية لمواجهته وتشويهه سيجرف اباطيلهم وتظليلهم خلال فترة وجيزة، أو أن هذه الجماعة التي ارسلوا جيوشهم وطائراتهم واسلحتهم ومعداتهم للقضاء عليها في مران ستقضي عليهم جميعا، لم تتصور الانظمة والشعوب العربية والإسلامية وكافة دول العالم أن اليمن التي تعرضت لعدوان غاشم وحصائر جائر لتسع سنوات هي الدولة الوحيدة في العالم التي ستقف مع القضية الفلسطينية وتتصدى للعربدة الامريكية والصهيونية وتغرق سفنها واساطيلها في البحر الاحمر والعربي، الله سبحانه وتعالى هو وحده فعلا من يصنع المتغيرات كما ذكر الشهيد القائد رضوان الله عليه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى